/ الفَائِدَةُ : (29) /
16/04/2025
بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / بحثُ مصدريَّةُ اليقين من أَهَمِّ المباحث الْمَعْرِفِيَّة وأَكثرها حساسيَّة / / حُجِّيَّةُ الدَّليلُ الْعَقْلِيُّ / إِنَّ البحثَ في مصادر اليقين والبراهين الْعِلْمِيَّة والْمَعْرِفِيَّة من البحوث الضروريَّة والمُهمَّة والحسَّاسة جِدّاً في مباحث الْعَقَائِدِ والْمَعَارِفِ ؛ لأَنَّ مصدريَّة اليقين أَهمّ قاعدة عِلْمِيَّة و مَعْرِفِيَّة وأَكثرها حَسَّاسِيَّة ، ويكثر فيها اللَّغَط بين المِلَل والنِّحَل المختلفة في البحث العقائديِّ. وعليه : فيكون خوض الباحث والمُسْتَنْبِط في المسائل الاِعتقاديَّة والمعرفيَّة من دون وعي وتفطُّن إِلى مصادر ومنابع اليقين ؛ وكيفيَّة تكوّنه رَمْياً في الظَّلَام ؛ ومِنْ دون وعي ودراية. ومن الأسَباب المُهمَّة الَّتي ولَّدت الاِختلاف بين المدارس المعرفيَّة : إِختلافهم في مصادر اليقين. ويمكن أَنْ يُصْطَلَح علىٰ هذا المبحث بـ : (حُجِّيَّةِ الدَّليلِ الْعَقْلِيِّ ). / مصادر اليقين لم تحتوها المدارس الأَكاديميَّة / وبالجملة : أَنَّ لليقين مصادراً وعلوماً بعدد مصادر وعلوم قوىٰ النَّفس الإِنسانيَّة ، أَي: بعدد جميع العلوم. والعلوم البشريَّة كثيرة منها إِلى الآن لم تتوفَّر عليها الدراسات الأَكاديميَّة ؛ فإِنَّ كلَّ عِلْمٍ مرتبطٌ بلُغَةٍ من لُغَات قوىٰ النَّفس ، وهي شاسعةٌ ، ويصعب حصرها . ومن ثَمَّ يرجع بحث مصادر اليقين إِلى مسألة اِنحصار البرهان والحُجِّيَّة بقوَّة العقل ؛ أَو يعمُّ جملة قوىٰ النَّفس. / تعدُّد مصادر اليقين بعدد العلوم / / تعدُّد لُغَات العلوم وقوى النَّفس / إِذَنْ : مصادر اليقين لا تنحصر بالعقل النَّظري ، بل بعدد قوىٰ الإِنسان، وبالتَّالي تتعدَّد بعدد علوم الإِنسان المختلفة ، والَّتي يكون كُلُّ عِلْمٍ منها مرتبطاً بقوَّةٍ من قوىٰ النَّفس، وحينئذٍ تكون لِكُلِّ قوَّةٍ لُغتها الخاصَّة ، بل لرُبَما تكون للقوَّة الواحدة عِدَّة علوم ولُغات. وصلى الله على محمد واله الاطهار